اشتياق يرفًــــــضًٍ الانًعـــتًاق

اشتياق يرفض الانعتاق ... )

( 1 )





بعث إليها برسالة نصية طويلة باح فيها بما يختلج في داخله من مشاعر جياشة تدفعه للمضي قدما في درب الاشتياق الذي لا يهدأ بل يرتفع رتمه رويدا رويدا ..ردت هي عليه برسالة بللتها دمعة حزينة عبرت عن شوق دفين للقاء , شوق أرقها ليل نهار , شوق كان يعدها على الدوام بلقاء قريب لحبيب غابت شمس حضوره لأمد ليس بالقصير , ابتعد عن الحضور راحلا إلى البعيد البعيد حيث كانت المسافة بين قلبها وقلبه تزداد يوما بعد يوم ووجع الاشتياق فعل فعلته في قلبها وهي التي عانت الأمرين في غيابه ..

(2)




تهادى إلى مسمعه صوت نغمة الرنين الخاصة بالرسائل , تناول بلهفة غير عادية هاتفه النقال ضغط ضغطة واحدة على زر الفتح تجتاحه رغبة عارمة لمعرفة ما تحتويه الرسالة القادمة بين سطورها من حروف وكلمات يعتبرها هو ليست كبقية الكلمات التي تبعثرها الشفاه على رصيف الانتظار الذي أرقه .., فتح الرسالة على عجل قرأها مرارا وتكرارا حفظها عن ظهر قلب وهم على الفور بالرد عليها ..

(3)


فكر مليا في الرد المناسب على رسالة احتوت مشاعرها في كلمات موجزة احتوت اشتياق الغائبة الحاضرة التي وإن غاب صوتها وصورتها ولكن حضور ذكراها خفف من وجع البعاد القاسي الذي جعل الزمن يسرق من لحظات الفرح الحانية التي كانت والتي غدت الآن بعد الرحيل إلى هناك إلى البعيد البعيد لحظات حزن غارقة في بحر حزن لا ينتهي إلا بتقلص المسافة الشاسعة بين هو وهي ..

(4)



هو الذي تاه في شوارع مدينة الكلمات بحثا عن كلمات تعبر عن الشعور الاستثنائي الذي يشعر به اتجاهها , فكر وفكر وفكر , هل يرسل لها وردة حمراء تعبر عن مشاعره نحوها أم ينتقي أبيات شعر غزلي تضرب في صميم المشاعر وتجعل قلبها يخفق بشدة من الوله والشوق .. تاه بين جميع الاحتمالات ليصل إلى حلٍ وسيط ورغم كل المحاولات إلا أن الحيرة ظلت سيدة الموقف..

(5)



بعد حين تناول هاتفه النقال ضغط على زر كتابة (رسالة جديدة ) وكتب ما يلي : اشتقت حتى مل مني الاشتياق الذي رفض طوال فترة غيابك الانعتاق فعسى أن يكتب لنا الزمن القادم العناق بعد طول فراق ..ضغط زر الإرسال ومضى يعد الثواني والدقائق 1 , 2 ,3 , 4 ... في انتظار الرسالة القادمة من هناك...

الكاتبه

هًمـــــسًٍ الًـــوًردً